أفكار ومهارات تساعد النساء للعمل عن بُعد

 



    بلا شك أنَ السنة الماضية كانت سنة استثنائية، حملت معها الكثير من التغييرات على مستوى مفاهيم الأشخاص تجاه الجانب الاجتماعي، الأسري وحتى المهني، فمع جائحة "كورونا" أصبحت فكرة العمل عن بُعد فكرة أكثر انتشاراً، فلم يعد العمل عن بُعد ظاهرة دخيلة على سوق العمل، بل بات أمرًا يبحث عنه الكثيرون لما يمنحهم من مرونة في جدولة مهامهم اليومية والمهنية، كما وأنّه أتاح للكثيرين القدرة على الموازنة بين الجانب الاجتماعي والجانب المهني في حياتهم.

وفي تقرير نشره موقع "DDIY"، أشار فيه إلى نمو الإقبال على العمل الحر في العالم، وذلك في الفترة ما بين أبريل ويونيو 2020م، وذكر أنَ 60% من المستقلين يرون أنَهم قادرين على جني أموال أكثر من تلك التي كانوا يحصلون عليها في وظائفهم السابقة.

   وفي هذا السياق، وجدت الكثير من النساء ضالتهنَ في هذا النوع من العمل، حيث ساعدهنَ على تحقيق دخل إضافي من المنزل، كذلك مكنهنَ من تعزيز التواصل مع أطفالهنَ وأسرهنَ وإعطاء المزيد من الاهتمام للروابط الاجتماعية مع الآخرين، ولكن تتساءل الكثيرات عن ماهية المهارات التي ينبغي امتلاكها حتى يتمكنَ الفرد من العمل عن بُعد، وماهي الفرص والتحديات التي تظهر في هذا الطريق.

  السطور التالية تحمل بعض الإجابات على هذه التساؤل..

 المهارات  المطلوبة

يُقال بأنّ عملة العصر الحالي هي المهارة، فامتلاكك للعديد من المهارات يُسهل عليكِ جني المزيد من الأرباح في سوق العمل. وحتى تتمكني من اقتناص الفرص التي تساعدك على جني المال والعمل من المنزل، هناك الكثير من المهارات التي ينبغي عليكِ اختيار إحداهنَ والتميز فيها، نذكر هنا بعض من مهارات العمل عن بُعد، كالتالي:

  •   التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعية

 بلا شك أنَ التسويق اليوم محرك رئيسي لكافة الأعمال، ووسائل التواصل هي الأدوات التي أصبحت جزءًا من استخدامنا اليومي الحتمي، وأصبحت هي الوجهة الأساسية لإعلانات روَاد الأعمال، لذا فإنّ إتقانك للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعية بالأساليب الاحترافية، سيفتح أمامك أبوابًا كثيرة مثل:

  1.  تستطيعين إدارة إعلانات إحدى المؤسسات أو الشركات
  2.  يُمكنك إنشاء متجر يحمل علامتك التجارية الخاصة ومن ثمَ تسوقين من خلاله لمنتجاتك.
  3.  الترويج لخدماتك الشخصية إن كنتِ تعملين كمعلمة خصوصية، كاتبة، مترجمة أو أيًا كانت مهنتك.

  •  كتابة المحتوى والتدقيق

 عالم الكتابة واسع متشعب وجدًا، سواءً كانت الكتابة الإعلانية، أو التدوين أو التأليف والنشر، أو كتابة المقالات المتخصصة في جانبٍ ما كالجانب الاجتماعي، التربوي، أو التقني وغيرها، ويُمكنك البدء بالتالي:

  1.  إذا كنتِ من هواة كتابة المقالات يُمكنك البَدْء بإنشاء مدونتك الخاصة ومن ثمَ عرضها على العملاء المحتملين
  2.  مساعدة الآخرين في التأليف والنشر إذا كنتِ ممن يمتلكون مهارات التدقيق اللغوي والنحوي، إضافةً إلى الإلمام بموضوع الطرح المطلوب.
  3.  يُمكنك تعلم أساسيات كتابة المحتوى التسويقي والإعلاني وكتابة السيناريوهات، ومن ثمَ البحث عن مشاريع لإدارة محتوى صفحات التواصل أو كتابة سيناريوهات لمقاطع الفيديو.
  1.   الترجمة

 ولأننا نعيش اليوم في قرية صغيرة، أصبحت الترجمة عملية نشطة ومطلوبة من قبل الكثير من الجهات المهنية، فإتقانك لأكثر من لغة، يُساعدك على جلب الفرص سواءً من عملاء محليين أو من دول أخرى.

  •  التصميم

 عالم التصميم أيضًا من المجالات الواسعة، فيُمكنك تعلم التصميم الجرافيكي سواءً كان تصميم أغلفة الكتب، تصميم الهويات التجارية أو تصميم الصور لصفحات التواصل الاجتماعية،  أو تصميم المواقع الإلكترونية والاحتراف في إحداها.

  •  البرمجة

 وهي من المهارات التي يعتقد الخبراء أنَها ستقود السنوات المقبلة، حيث سيُصبح الإقبال عليها كثيفًا، لذا، إن كنتِ ممن يمتلكون هواية تعلم الأمور البرمجية، فيُفضل أنَ تبدئي من الآن، لأنّك ستحصلين آنذاك على العديد من الفرص ذات الدخل الأعلى، مثل:

  1. برمجة التطبيقات الذكية والتي يتزايد الطلب عليها يومًا بعد يوم.
  2. برمجة البرامج المهنية، مثل برامج الموارد البشرية والبرامج المحاسبية وغيرها.
  3.   برمجة الألعاب، قواعد البيانات والويب وغيرها الكثير
  4. إذا كنتِ من الأشخاص المحترفين في إحدى المجالات المهنية وتمتلكين خبرة عمل طويلة في هذا المجال، يُمكنك تقديم الاستشارات الإلكترونية في هذا المجال.
  5. إذا كنتِ ممن يمتلكون مهارة الإقناع والتفاوض وتنظيم المهام، فيُمكنك البحث عن فرص للعمل كمساعدة شخصية.

 

 

كيف تجدين الفرص، وكيف تبدئين؟

 

    تتساءل الكثيرات حول كيفية البدء، بلا شك أنَ نقطة الانطلاق الرئيسية هي امتلاكك للمهارات التي تؤهلك للحصول على المشاريع، ومن ثمَ انشاء سيرة ذاتية مخصصة للحصول على مشاريع عن بُعد في ذات المجال، ويُمكنك الاستعانة بشبكات التواصل الاجتماعية من أجل الحصول على العملاء المحتملين الأوليين، أو من خلال علاقاتك الشخصية، أو من خلال التسجيل في منصات العمل عن بُعد كمنصة مستقل أو خمسات وغيرها.

التحديات التي قد تواجهينها

   أخيرًا، لايخلو هذا النوع من العمل من التحديات التي قد تُشكل عقبات في طريق البعض، تحول دون استكمالهم فيه، ولكن إذا ماتمَ أخذها في الاعتبار ومحاولة معالجها تُصبح أمرًا سهلاً، وهي كالتالي:

  • إدارة الجدول الزمني الخاص بك: فقد تبدو في البداية فكرة العمل من المنزل جذابة، إلا أنّها مع مرور الوقت تصبح أمرًا شاقًا، خاصةً إذا لم تتمكني من الموازنة بين أمور حياتك، فيصبح الخط الفاصل بين الحياة المهنية والحياة الشخصية مشوشًا وغير واضحًا، لذا ينبغي تخصيص ساعات محددة للعمل لاغير.
  • تدهور مهارات التواصل الاجتماعي: بلا شك أنَ العمل من المنزل بدون وجود زملاء تستطيعين التواصل معهم ورؤوساء يقومون بتوجيهك والإشراف عليك وخوض تجربة الاتصال المباشر مع بقية الزملاء أو مع العملاء الخارجيين، قد يؤدي على المدى البعيد إلى فقدانك لمهارات التواصل كالإقناع والتفاوض والحديث أمام الجمهور، لذلك احرصي على عدم الانقطاع وعدم الاكتفاء بالعمل عن بُعد فقط.
  • فقدان الرؤية البعيدة المدى: غالبًا ماينسى العاملون عن بُعد غرضهم الأساسي من العمل، فينزلقون إلى الراحة وكسبان لقيمة عيشهم المحدودة وينسون الدافع أو الرؤية البعيدة المدى، ننصحك بقراءة دليل المرأة العربية للعمل عن بعد لتتضح لديكِ الرؤية بشكلٍ أكبر.


تعليقات