أغرب الدورات التدريبية العالمية وأطرفها !



        
      يقول الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور : " المهارة تصيب هدفاً لا يمكن لأحد أن يصيبه " ، والعصر الحالي هو عصر امتلاك المهارات الإدارية والثقافية ومهارات التواصل واللغات وغيرها الكثير من تلك التي يسعى الأفراد لإحراز وتنمية أكبر قدر منها ومجاراة الواقع المهني العالمي من خلال التدريب ، ففي المملكة المتحدة ما يتجاوز السبعة وثلاثون ألف دورة تدريبية مختلفة ، فتعددت المؤسسات والمنظمات التعليمية التي تقدم تلك الدورات لكافة المراحل العلمية والعمرية ما يتناسب مع المصالح المتنوعة ، فبرز عدد هائل منها حول العالم باختلاف أنواعها في العديد من المجالات ، هنا نستعرض بعض الدورات التدريبية الغير تقليدية والتي خرجت عن المألوف فشكّلت مساراً تدريبياً غريباً وطريفاً ومتفرداً في آن واحد  .. 


"فصل الصور الذاتية  Selfie Class " !

  تقدم جامعة كاليفورنيا الجنوبية هذه الدورة التي يستلزم على الطالب فيها التقاط خمس صور شخصية لأنفسهم وهو ما يُطلق عليه حالياً بصور الـ " سيلفي " ، ومن ثم يقوم الطالب بكتابة مقال عن أثر تلك الصور الشخصية في طمس الشعور بالهوية أم تعزيز وتنمية ذلك الشعور ، كذلك تأثير تنوع تلك الصور على الحالة النفسية للشخص ذاته وعلى من حوله  ، يجدر بالذكر أن تلك الدورة مصنفة بشكل رسمي من قبل الجامعة تحت اسم " التفكير الناقد ، الهوية والتنوع "!




دورة في الغباء

  يظن البعض أن كثرة الأدوات التكنولوجية في عصرنا الحالي قد تؤدي إلى المزيد من الذكاء حول العالم في حين أن مستويات الذكاء تبدو في انحدار عاماً تلو عام ، ماعزى بكلية أوكسيدنتال بلوس أنجلوس إلى تنفيذ دورة تدريبية مخصصة عن الغباء لتقوم بدراسته من خلال علم النفس النقدي وأعمال الكاتب والفيلسوف الألماني " فريدرش نيتشه " والناقد الفرنسي " جيل دولوز " والفيلسوفة الأمريكية أفيتال رونيل ، في محاولة لمعرفة أسباب خفض الكفاءة في المجتمعات الناتج عن بعض الأدوات التكنولوجية.


حياة سعيدة بدولار واحد فقط يومياً !

  تحاول جامعة ألفريد الأمريكية معارضة التفكير الرأسمالي الذي أصبح مهيمناً على العالم أجمع ودحض المثل الشعبي القائل : " انفق المال وستكون سعيداً " فقامت بإنشاء دورة تدريبية خاصة بدراسة عادات الإنفاق الشخصية وشخذ المهارات المالية واستخدام المال على نحو نادر جداً يصل الى الدولار الواحد فقط بشكل يومي ،  وتزعم تلك الدورة أن لذلك تأثير مباشر على العقل والجسد والمجتمع والبيئة وعلى الصعيد العملي أيضاً ، بل وربما تساعد هذه الاستراتيجية على خفض أسعار الغاز! ، لذا فهي قد تروج بشكل ما إلى طريق البخل أحياناً.


مسلسلات النهار!

قد ترى بأن هذه الدورة عديمة الفائدة إلا أن جامعة ويسكونسن البحثية الأمريكية في الصف 350 هي من تقوم بتنظيمها بدعوى شرح ووصف مدى تأثير المسلسلات والبرامج التي تعرض على الشاشة الفضية في فترة الذروة في النهار على دور كلاً من المرأة والرجل في الأسرة وفي مقر العمل أيضاً!


شهادة في التصفح على الأمواج !  

  تصفح الشبكة العنكبوتية قد لا يتطلب الكثير من المهارات فها هم صغار السن يزاولون البحث والاستطلاع من خلال الشبكات المختلفة وبكل يسر وسهولة ، ولكن كلية كونورال البريطانية قد تؤمن لك الحصول على شهادة في التصفح وبشكل خلاّق أيضاً ! ، حيث يمنح للطلاب فرصة بناء لوح ركوب الأمواج التقني الخاص بهم فهو مزود بجيب مقاوم للمياه يتيح وضع الهاتف الذكي و بشاشة تتيح عرض التغريدات والتنبيهات ويتم تنظيم مسابقات وجوائز معنية بالتصفح الالكتروني حين ركوب اللوح ، وطلاب المرحلة الثانية من هذه الدورة تُنظم لهم رحلات إلى فرنسا واسبانيا لاستكشاف ثقافة استخدام الشبكات العنكبوتية لدى الدولتين!


ليدي غاغا وعلم الاجتماع !

    لا يخفى على أحد مدى شهرة الفنانة الأمريكية الغريبة الأطوار " الليدي غاغا " وكثرة معجبيها لتفردها في أداء الأغنيات وأزياءها الخرافية التي تطل فيها على الجماهير وتسلب الأبصار لغرابتها ، ما جعل أستاذ علم الاجتماع في جامعة كارولينا الجنوبية باتخاذ مسار تدريبي خاص عنها تحت اسم " الليدي غاغا وعلم اجتماع الشهرة " حيث يقوم الأستاذ باستكشاف وفهم سلوك شخصية الليدي غاغا من خلال استخدام إطار علم الاجتماع في استنباط تأثير ثقافة البوب والموسيقى عليها مع مراعاة الجوانب التجارية والتسويقية  من شخصيتها.



مسيرة بيونسية !

يبدو أن للشهرة دور في دراستها ومعرفة مسبباتها وآثارها ، وكما أُجريت دراسات عن كلٍ من الليدي غاغا فهاهي الآن عن الممثلة والمغنية الأمريكية  " بيونسي  نولز" التي لاقت الكثير من الجوائز العالمية مثل عشرين جائزة غرامي وها هي أصبحت اليوم في خلد مجال التعليم وذلك عندما أطلقت جامعة روتجرز في ولاية نيوجرسي دورة تدريبية متخصصة تحت اسم " تسيسس بيونسي" من خلال تحليل أغانيها ومقاطع الفيديو الخاصة بها واستخدام مسيرتها لاستكشاف موضوعات النضال النسوي ذوات البشرة السمراء من أجل الإجابة على سؤال  غريب إلى حد ما ألا وهو " هل من الممكن أن تكون رؤية بيونسية الموسيقية مخطط لتغيير اجتماعي متطور ؟!"



الفسلفة من خلال " ستار تريك " وَ " عائلة سيمبسون "

  " ستار تريك " هو أحد ظواهر الخيال العلمي التي جُسِّدت على هيئة مسلسل تلفزيوني بستة سلاسل وأحد عشر فيلماً ، لذا اعتبرت جامعة جورج تاون بواشنطن أن المفاهيم التي نوقشت في هذه السلاسل أحدثت ظاهرة تُدعى بـ " ستار تريك " ولم تساهم فقط في مجال الخيال العلمي بل كانت مدخلاً جيداً لعلم الفلسفة ، لذا أقّرت إدارة الجامعة دورة تدريبية مخصصة تسعى لتعلم الفلسفة من خلال مشاهدة ستار تريك ، وتُدرس الجامعة أعمال الفيلسوف اليوناني أرسطو والفيلسوف الألماني إيمانويل كانط وغيرهم من أشهر الفلاسفة باستخدام عدسة ستار تريك لفهم أفكارهم ، كذلك الإلمام بأساسيات الميتافيزيقيا وفلسفة نظرية المعرفة لمعالجة المسائل الفلسفية التي ناقشها كبار المفكرين من خلال تلك السلاسل.

وإذا كنت من محبي ومتابعي المسلسل الكرتوني " عائلة سيمبسون " في طفولتك أو في شبابك ، فإن جامعة كاليفورنيا تقدم دورة تدريبية مختصة بتعلم الفلسفة بطريقة ممتعة وملسية وكوميدية من خلال ربط دراسات كبار الفلاسفة مثل أفلاطون وكارل ماركس بمواقف حياة هومر سيمبسون ومختلف الشخصيات الأخرى. 



علم قياس الزمن

   شعار هذه الوحدة التعليمية التي وضعتها جامعة برمنجهام سيتي البريطانية هو " لماذا لا تخصص وقتك للـ وقت ؟! " ، علم قياس الزمن ليس بدورة تدريبية بل هو وحدة متكاملة أشبه بالدبلوم العالي ، يستغرق الانتهاء منها 3 سنوات في هذه الجامعة المعنية ، لدراسة كيفية إصلاح وتجديد الساعات الميكانيكية والالكترونية ويتم التدريب على هذا المنهج مع الشركات الشهيرة المصنعة للساعات حول العالم مثل  سواتش ، كارتييه ، لويس فيتون وغيرهم.


مسرح العرائس

   لكِ أنّ تسترجعي ذكريات طفولتك بما تحويه من أماني وأفراح هذه المرحلة العمرية عن طريق دراسة فن العرائس ، هو فن يتم تدريسه في جامعة لندن البريطانية لمدة 3 سنوات بدوام كامل مشابه للنظام الجامعي ، يتم خلال هذه السنوات تعليم المتقدمين للدراسة تصميم وتصنيع الدمى وكتابة سيناريو القصص الخاصة بها والتدريب على مسرح العرائس وتغيير مستويات الصوت لتتلائم مع الأداء ، ويتم ذلك بإشراف أعضاء من شركات متعاقد معها من قِبل الجامعة .

يُذكر أن خريجي هذا الفن يحملون سمعة ممتازة ويتمتعون بفرص مهنية جيدة في كافة أقطار أوروبا حيث يتم تقديم عروض التوظيف لهم من قِبل بعض القنوات الفضائية ، كذلك المسرح الوطني وبعض شركات الترفيه مثل شركة سيرك دو سوليه المعنية بعروض السيرك والمسرح.



" هاري بوتر " وعصر الوهم !

   سلسلة هاري بوتر هي السلسلة الخيالية الأكثر شهرة حول العالم والتي جعلت من كاتبتها " جوان رولينج موراي " مليارديرة التأليف " حسب مجلة فوربس الامريكية " ، ففي جامعة دورهام البريطانية توجد وحدة تعليمية مخصصة لدراسة هاري بوتر وتهدف إلى وضع ظاهرة الهاري بوتر في سياقها الاجتماعي والثقافي والتعليمي وفهم بعض أسباب شعبيتها ، ومهام الطالب في هذه الدورة قراءة الكتب السابعة الخاصة بالسلسلة وتحليل كل ما احتوته تلك السلسلة من أزياء الشخصيات إلى تمردها وسلوكياتها  وحتى ما اقتنته وماعثرت عليه في رحلتها ، ويُطلب من الطالب تقديم عروض شفوية تركز على كيفية الاستفادة من هاري بوتر في التأثير على التعليم في القرن الحالي الواحد والعشرون وكيفية تحقيق بعض ماورد في تلك السلسلة على أنّه نوع من " السحر والشعوذة " من خلال الفيزياء الحديثة ، مؤخراً أصبحت هذه الدورة أكثر شعبية حيث اعتمدت من قِبل كلاً من جامعة فورتسبورغ الألمانية وجامعة ميشيغان المركزية في الولايات المتحدة الأمريكية!



تعليقات