أغرب طقوس التفاؤل بالأعوام الجديدة



   ذكر الكاتب الأمريكي جورج سانتيانا أنّ " العادة أقوى من المنطق " ، لذا فقد تتسم بعض العادات التي يسير الأفراد على نهجها بالغرابة والطرافة تمييزاً لها عن سائر العادات ، ومن هذه العادات تلك المباهج التي تُمارس  في ليلة رأس السنة الميلادية من الحفلات والمهرجانات الصاخبة حول أرجاء العالم ،  تتخللها بعض من تلك الطقوس التي يعتقد سُكّان تلك المناطق بجلبها للحظ والسعادة والصحة الجيدة والعلاقات الحسنة للأيام الآتية.

  نستعرض في التحقيق التالي زاوية من تلك العادات الغريبة في بعض الدول.


عالم كالكرة المستديرة ..

في الفلبين ، في وجودك عند مقتل العام في هذا البلد ستعتقد لوهلة أنك في عالم يشبه الكرة الكبيرة المستديرة ، حيث سترى الأزياء المعروضة في المتاجر تتخذ طابع الأشكال الكروية ، كذلك لوحات الديكور ومنتجات المخابز والمطاعم حيث يعتقد السكان الأصلين للدولة أن ذلك يجلب الصحة  الجيدة والحظ السعيد في العام الحديث ، لذا تلجأ الكثير من العائلات الفلبينية الى تعمد وضع الفواكة المستديرة على طاولتها تلك الليلة مثل العنب والبرتقال ليأكل أفراد العائلة والأصدقاء منها.


12 حبة من العنب كفيلة بجلب السعادة

في اسبانيا ، تتداول عادة شائعة تتمثل في التسابق للاستيلاء على أكبر قدر من فاكهة العنب ، كما يقوم البعض بحشو أفواههم بعدد 12 حبة من العنب والانتظار حتى تدق أجراس السنة الحديثة اعتقاداً منهم بأنه كلما طالت فترة الانتظار والصبر على عدد الحبات الممتلئة في الفم كلما حالفك الحظ بنسبة أكثر في الاثنا عشر شهرا القادمة.



الهدية الأولى والزائر الاول !

في انجلترا ، يستبشر المواطنين بـأول هدية تصلهم للتهنئة برأس السنة ، فهي من تقرر كيف سيكون الطابع العام للسنة ، حيث يجب عليك عند زيارة أحدهم تقديم بعض الهدايا التقليدية المتعارف عليها مثل الفحم لاشعال النار ، والرغيف للمطبخ وشراب الكحول لرئيس الأسرة ، كما يُعتبر الشخص محظوظاً إذا ماكان الزائر الأول في السنة الحديثة رجلاً ، لذا عليكِ التحلي بروح رياضية وأن لاتؤخذ المسألة على محمل الجد إذا لم يُسمح لك بالدخول الى إحدى منازل انكلترا ليلة رأس السنة.


كَسِّر واقفز !

عليك أن تتمالك نفسك وأنّ لا تتفاجأ حينما ترى أطباقاً مكسورة عند وصولك على عتبة باب أحد المنازل الدانماركية  فهي جالبة للحظ والسعادة ، وبقدر ماتكاثرت تلك الأواني المحطمة كلما حالفهم الحظ أكثر خلال هذا العام ،  فأهالي الدانمارك يقومون بجمع تلك الأواني كباراً وصغاراً طوال العام بغرض تحطيمها في هذا اليوم ، و ليس لك أن تُصاب بالدهشة عندما تجدهم يتقافزون من أعلى الكراسي إلى قاع الأرض  عند منتصف الليل في تلك الليلة من العام فهي ترمز الى قفزة نوعية في السنة الحديثة.



موسيقى ِبنغم القدور والمقالي !

ولاشك أن الموسيقى إحدى الأمور المحببة للنفس ولكن عندما تُمارس الموسيقى بصخب وبأدوات غريبة هنا تكمن المفارقة ! ، ففي نيوزلندا يختلط ضجيج بعض الأواني المنزلية مثل القدور والمقالي مع أصوات غناء المحتفلين بالعام الحديث ليُشكل نغماً فريداً من نوعه أشبه بالـ DJ ، ومن يمتلك صوتاً أعلى في الغناء فهو محظوظ .


عشاء لشخص واحد فقط !

وفي ألمانيا ، يسري تقليد شعبي قديم  جداً ولسبب غير مفهوم ، يقتضي بمشاهدة قديم الكوميديا البريطانية أشهرها فيلم " dinner for one  " عشية كل عام جديد وتطبيقه حيث يحتفل بعض الألمان بالعشاء في المطاعم ، كل فرد منفرداً بذاته بدون اصطحاب أي شريك وهو تقليد معتاد عليه من قبل سنوات طويلة !


كرات النار الحارقة لإبعاد الشرور !

  وفي شوارع ستونهافين في اسكتلندا ، تؤدّى إحدى التقاليد الخطِرة لاستقبال العام من قبل بعض الأفراد الذين يجوبون تلك الشوارع حيث يقومون بالتأرجح بين كرات النار الحارقة لإبعاد الشرور عن العالم وجذب السلام إليه !  

يُقال بأن هذا التقليد هو جزء من احتفالات هوغمني الاسكتلندية وتمتد جذورة الى عصر الفاكينج " وهي شعوب جرمانية تواجدت في أواخر القرن الثامن الى القرن الحادي عشر".


زيٌّ داخلي أحمر !

 وفي تركيا ، أفضل طريقة لجلب الحظ خلال العام الحديث هو ارتداء الملابس الداخلية الحمراء ، وهذه ممارسة شعبية منتشرة في تركيا حيث تظهر الأكشاك التي تبيع الملابس الداخلية الحمراء لكلا الجنسين خلال فترة الاستعداد للعام الحديث وتُباع المنتجات سريعاً بل وتنفذ بسرعة البرق ، فهم يعتقدون بأنّ هذا التقليد يجذب الحظ والحب لذلك العام. 


اهمس لحيوانك كي يتحدث

ومن طرائف العادات مايقوم به المزارعون في رومانيا من سعيهم جاهدين للتحدث الى حيواناتهم من أجل جعلهم يتحدثون أو يهمسون على الأقل ، وفي حال نجاحهم في مهتهم فإنهم سيتمتعون بحظٍ جميل خلال العام يؤهلهم للتواصل الممتاز مع من يحبون من أهل وأصدقاء وتحسين علاقاتهم ، وجزءٌ آخر من احتفالات الرومانيون على أعتاب السنة الحديثة هو قيامهم بارتداء أزياء وفراء الحيوانات كالدببة والماعز ، والتجول راقصين من منزل إلى آخر وذلك لإبعاد الشرور عن تلك المنازل.


حلم السفر يتحقق في الاكوادور !

في الإكوادور ، لكي تحقق حلم الإجازة والاستمتاع فيها بالسفر ، عليك أن تتجاهل وخز أعين المحيطين بك من أصدقاء أو جيران السكن وخُذ حقيبة فارغة في يدك واصطحب نفسك في جولة نزهة ، هكذا سيصبح الحلم حقيقة في السنة الحديثة أو هكذا تقول تقاليد الإكوادور على أية حال !



ازرع شجرة ولو تحت الماء

يقوم مجموعة من الغواصين المحترفين في مقاطعة سيبريا بقطع ثقب من الجليد الذي يغطي بحيرة بايكال وذلك لغرس شجرة تحت الماء ، مبتغين في هذا السلوك نية تحقيق الحظ الجيد لكل سكان المنطقة. 



 السباحة في المياة الجليدية للشفاء

في المملكة المتحدة ، تحديداً في مدينة ساندرزفوت ، أكثر من 1500 شخص يخوضون سنوياً تحدي المياه الجليدية ويهدف ذاك السباق إلى غرضين أولهما جمع الأموال لصالح المؤسسات الخيرية ، وثانيهما لينعم الفرد بالتشافي من جميع الأمراض خلال العام الجديد ، ويُقال بأنّ ذات العادة تُمارس بالقرب من جسر فيرث أوف فورث في اسكتلندا.



مشاركة الموتى

وفي تشيلي تُقام إحدى الاحتفالات الأكثر غرابة حيث يقوم السكان المحليين بمشاركة رأس السنة مع الموتى في القبور ، حيث تُضاء الشموع وتٌام المسرحيات الموسيقية الكلاسيكية ، ظناً منهم بأن ذلك يجلب الحياة في السنة الحديثة!


الأثاث القديم رمزاً للمُنغصات

في جنوب أفريقيا ، يقوم سكان جوهانسبرج بعادة رمي الأثاث القديم من النوافذ خصيصاً ، للتخلص من كل الأمور الغير مرغوب بها في المنزل ، إضافةً الى اعتقادهم أن ذلك سيؤدي الى طرد المنغصات والمتاعب من حياتهم على مقتبل العام الحديث ، ويُقال بأن الايطاليون يتبعون تقليداً مماثلاً لهذا في هذا التوقيت من العام أيضاً.



اعتقاد غريب

من الطريف أن المجريون أو سكان دولة المجر يتجنبون تناول لحوم الدجاج والسمك وكافة أنواع الطيور في ليلة رأس السنة كي لايُحلّق الحظ بعيداً ، ويحتفلون بعشاء من لحم الخنزير المشوي أو حساء ذلك اللحم للحصول على وافر الحظ من هذا العام ، كما ترمز دهون لحم الخنزير في اعتقادهم إلى الرخاء والثروة.


تبادل القبلات

ومن المعروف أنّ ساحة القديس مارك في مدينة البندقية في ايطاليا ، تزخر بضجيج الألعاب النارية وهذا ليس بغريب حيث تقول الأساطير القديمة بأن أصوات الضجيج البشرية تُزعج الأرواح الشريرة ، ولكن العادة الأكثر غرابة هي تبادل القبلات لجلب الحظ !.


لاشئ أحلى من العسل سوى المال " مثل انجليزي "

ومن يحصل على النقود أياً ما كانت الذهبية أم الفضية هو المحظوظ ، وهذا التقليد شائع في اليونان حيث يقوم سُكّان اليونان بإعداد نوع معين من الحلوى يُطلق عليه اسم " فاسيلوبيتا " وتوضع بداخلها إحدى القطع النقدية وتُقدم إلى الحاضرين ، ولمن يجدها الحظ الوفير طوال السنة.


تدق المعابد لتطرد الضعف

وبلد التكنولوجيا والتطور الصناعي المذهل " اليابان " مازال الافراد فيها يرسلون بطاقات المعايدة في أول يوم من العام الحديث ، كما يحييون احتفالات هذا العام منذ آخر ليلة في كانون الأول وتدعى تلك الاحتفالات بحفلات " انسى السنة " حيث يعتقدون فيها بنسيان الأحزان والهموم التي طاردتهم في السنة المنتهية والتأهب لاستقبال عام حديث خالي من الاوجاع والمتاعب ، كما تدق المعابد البوذية مئة وثماني مرات في منتصف تلك الليلة لطرد نقاط ضعف الانسان التي تبلغ بحسب معتقدهم أيضاً مئة وثماني مرات نقطة ضعف.


القهوة البيضاء للتفاؤل
وأخيراً في المملكة العربية السعودية ، وتحديداً في منطقة الحجاز أو في المنطقة الغربية تتواجد عادة متوارثة منذ آلاف السنوات تقتضي بشرب قهوة الحليب أو اللوز في مقتبل العام الهجري الجديد وذلك من أجل رفع روح التفاؤل لدى الفرد

تعليقات