تتفرد بأمور لاتخطر على بال ، مدن خيالية لاتموت!



       "نسافر لنضبط الخيال بالحقيقة وبدلاً من تخيل الأشياء نراها بالفعل كما هي " هذا ما قاله الكاتب البريطاني الشهير " صموئيل جونسون "، فلكلٍ مدينة مباهجها، أحزانها ، رائحتها ، مذاقها وطابعها المميز ، إلا أنّ بعض المدن قد تتفرد بأغرب الأمور التي لا تخطر على البال من أمور خارقة وغير تقليدية وقد تكون خيالية ، ومن المتعارف عليه أنّ قطاع السياحة من أحد أكثر القطاعات نشاطاً في عالمنا اليوم وذلك لما قد يُدّره السفر من منافع على الأفراد ، ولكن هل تجرؤين يوماً على زيارة أحد هذه المدن الفريدة والغريبة نوعاً ما ؟! . 


المدينة التي لاتموت!

     مدينة " لونغياربين "، تقع في ولاية " سفالبارد " في النرويج ، ويبلغ عدد سكانها 1000 نسمة فقط ، المدينة تضم بعض أشكال الحياة مثل وجود أجهزة الصراف الآلي ، صناديق البريد والجامعات ، إلا أن مايميزها أن الفرد لايموت !  ، فعند تعرض أحد السكان لمرض خطير أو إذا أصبح أحدهم يعاني في مرحلة احتضار يتم نقله على الفور على متن الطائرة إلى مكان آخر ، وإذا كان الفرد محظوظاً وباغته موت الفجأة في هذه المدينة فيتم يدفن في المقبرة المحلية التي لايموت فيها جسده ! .

ماحلّ لهذه المدينة ليس بسبب نزوة شخص ما وليست بسبب مكائد الأرواح الشريرة ، فما تعانيه هذه المدينة  من عدم تحلل الجثث فيها نتج عن أجوائها المناخية الشديدة البرودة ، ففي عام 1917م أظهرت الدراسات بعد تشريح جثة أحد الرجال المتوفيين عن وجود فيروس قاتل تسبب بوباء انتشر في المدينة ، حينها توقف الدفن في المقبرة المحلية ، بالإضافة إلى أنّ حكومة الولاية فرضت قوانين إلزامية تقتضي بامتلاك كل منزل سلاحاً قوياً ، لأن الأشخاص يعيشون جنباً إلى جنب مع الدببة القطبية ، وإذا مات الدب يتم إرسال الجثة بعيداً عن المدينة  أيضاً ويترك جزءاً منها كغذاء للكلاب ، كذلك فإن الأشخاص ليست لهم الأحقية في امتلاك القطط خوفاً من التهامها للطيور .

ومن الطريف أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن هذه المدينة هو قبو سالفبارد العالمي لوضع البذور تحت الأرض  وتضعها تحت إشرافها ، فإذا حدثت كارثة عالمية سوف تنمو الحياة من هذه المدينة ! 


المدينة الفاضلة!


    في عام 1986م قالت الأم " ميرا الفاسا " الهندية التي كانت تبلغ من العمر 90 عاماً : " لابد أن نبحث  ونفكر في مجال مفتوح ونسعى لبناء مدينة جديدة في الأوروفيل " ، أقرّت منظمة اليونسكو العالمية ، بعد ذلك فكرة إنشاء هذه المدينة كمدينة عالمية ناشئة ومتفردة في ولاية " تاميل نادو " جنوب دولة الهند ، مبدأ هذه المدينة قائم على أن يعيش الفرد في منأى عن السياسة وبلا جنسية محددة ، لا أحد يملك أي عقار ولايتم استخدام المال ، التعليم والطب والرياضة والترفية كل ذلك متاح بشكل مجاني في متناول الجميع ، يقطن في المدينة 2500 فرداً من 46 دولة ومن أشهر الأفراد الذين عاشوا فيها المؤرخ الروسي الشهير  " ديمتري فون مورشيلد " ويتم الاحتفال في الهند بالذكرى المئوية لتأسيس هذه المدينة ، وتحتوي أوروفيل على 50 حديقة بالإضافة الى مليوني شجرة وهي أشبة بغابة مع مسارات ترابية ومسارات للدراجات ، وبين الأشجار مبانٍ صغيرة من طابقين أو 3 عالأكثر ، لاتوجد أسماء للشوارع ولا أرقام للمنازل ، فقط أسماء المنظمات لاغير .

للذين يتوقون للانضمام إلى التجربة ، فإن سكان المدينة يُقدّرون شعور الآخرين بالقلق حيال هذه التجربة لذا خٌصصت فنادق خاصة بالزوار ، ويتمتع الزائر بالجولات والاستماع للمحاضرات والمشاركة في الاستثمار في تلك المدينة.


 مدينة الشطرنج  
   في روسيا وبالتحديد في مقاطعة كالميكيا يمكنك أن تكتشف في منتصف خطواتك قطع الشطرنج التي جاءت جنباً الى جنب مع احد الشخصيات الكارتونية التي لاتُنسى " أليس في بلاد العجائب " ، مدينة أليستا كانت قبل بنائها قرية مهجورة بالكامل وهاهي الآن مزينة بجميع أنواع منحوتات الشطرنج  وتحتوي على ما يُقارب 110 ألف نسمة وسكانها في تزايد مستمر ، ومركز المدينة هو قصر من الشطرنج شبيه بالخيمة على طراز التقاليد الكاميليكية المميزة وتُقام في المدينة مباريات الشطرنج المحلية والإقليمية والدولية.

 " صخب " تحت الأرض !

    " كوبر بيدي"، المدينة التي تقع في المناطق النائية الاسترالية على بعد 846 كلم إلى الشمال من مدينة أديلايد ، ، توافد إليها العديد من المستكشفين والعلماء لاعتقادهم بأنها غنية بالمناجم ولكن سرعان ما اكتشفوا أن الحياة تحت الأرض في هذه المنطقة أسهل من العيش فوقها وذلك لأن درجة الحرارة تصل إلى 125 فهرنهايت ، لذا فإن سكان هذه المنطقة يعيشون حالياً في قصور وبيوت تحت الأرض كون درجة الحرارة ثابتة تحتها ، فهناك الكنائس وصخب المعارض والمطاعم والمخازن والفنادق وغيرها من أشكال الحياة الاعتيادية ، " كوبر بيدي " هي ملجأ في عالمنا اليوم لصانعي الأفلام حيث تم تصوير أجزاء من مقاطع بعض الأفلام مثل فيلمي نهاية العالم و مغامرات بريسيلا ; ملكة الصحراء  ، في أجزاء منها. 
   مع الحيوانات المفترسة! 

" مارلوث بارك"، القرية التي أشبة بمدينة والتي تقع على مقربة من حديقة كروجر الوطنية وهي مليئة بالحياة البرية من أسود وتماسيح ونمور وفرس النهر وزرافات وفيلة وغيرها ، وعلى الرغم من وجود مخاطر على حياة الإنسان بوجود هذه الحيوانات إلا أنّ الحكومة منعت وجود أو بناء أي نوع من الأسوار حول منازلهم فالسور الوحيد الذي يفصل بين سُكّان المدينة والحديقة بطول 1.2 متر " بمقدار 4 أقدام فقط " ، ومن المعروف في هذه المنطقة أن قردة البابون تسطو على المنازل للسرقة من الثلاجات  ، كما أن راكبي الدراجات من السُكّان الذين ينتقلون من منازلهم إلى أعمالهم من خلالها ، هم وجبة غنية للأسود خاصة الذين يتنقلون مساءً فتمت تسميتهم من باب السخرية " وجبات على عجلات " ، وبالرغم من أن هجمات الأسود تبدو ليست شائعة إلا أنها موجودة ويرى سكان المنطقة أن الأسود بمثابة حماية لهم من الجرائم ، حيث أنهم يُمسكون باللصوص والمجرمين ويضعون جثته طعاماً للأسود ! .



  مدينة لشخص واحد فقط .

     هل تُصدق أنّ هناك مدينة في العالم انخفض عدد سكانها لتصبح ملكاً لشخص واحد فقط بلا أسباب واضحة ؟! ، هي مدينة مونوي التي تأسست في شمال شرق ولاية نبراسكا في الولايات المتحدة الأمريكية ، ولا يسكنها سوى السيدة " إلسي ايلر " ذات الـ 77 عاماً ، إلسي تدير حالياً الحانة الوحيدة في المدينة والمكتبة التي تتكون من حوالي 5000 كتاب كان يملكها زوجها الراحل " رودي " ، كما تشغل حالياً منصب رئيس بلدية المدينة والكاتب وأمين الصندوق ! ، يُذكر أن سُكّان المدينة كانوا 150 شخصاً في عام 1930م وبحلول عام 2000م بقيت المدينة للسيدة ايلر وزوجها فقط وتوفي زوجها في عام 2004م.

 لابد أنّ ترتدي قناع الغاز لكي تعيش فيها !
    بعد اندلاع العديد من البراكين في جبل ياما ، أصبح العيش في جزيرة " مياكي جيما " اليابانية التي تقع على بعد 110 ميلاً من جنب طوكيو ، يشترط أنّ تضع قناع الغاز على وجهك طيلة الوقت !

يُذكر أن جبل ياما كان نشطاً بشكل كبير في القرن العشرين حيث تدفقت الحمم البركانية في عام 1940 وقتلت 11 شخصاً ، واندلعت انفجارات البراكين مرة أخرى بشكل دموي في عام 1962م حتى عام 1983م لمدة 17 عام تدفقت خلالها 10 آلاف الى 20 ألف طن من ثاني أكسيد الكريون بشكل يومي ما جعل الجزيرة غير صالحة للسكن وأجبرت الحكومة سكانها على إخلاءها ، وبعد مرور خمس سنوات من أمر إجلاء السُكّان بدأوا في الحنين والعودة إلى ديارهم ، إلا أنّ الحكومة فرضت الخضوع لفحوصات طبية على السكان بشكل منتظم وفرضت قيود على طبيعة الأعمار التي قد تستطيع العيش في هذه الجزيرة ، اليوم هذه الجزيرة أصبحت ملاذا لمحبي الإثارة والغوص والاكتشاف.



   المدينة الصامتة

   في مارس 1990م ، أصدرت حكومة " سان فرانسيسكو " في الولايات المتحدة الأمريكية قراراً يقتضي بمنع دفن جثثاً جديدة داخل المدينة وقالوا أنّ هذه الخطوة ضرورية لمنع انتشار الأمراض والفيروسات فيها ،  وفي يناير 1914م أصدرت الحكومة أمراً لأصحاب المقابر بإزالة جميع الجثث في سان فرانسيسكو وقال بعض السياسين حينها أنّ السبب هو ارتفاع تكلفة العقارات ماجعل 73% من تلك الجثث تتجه الى مدينة " كولما " بل وأصبح بناء المقابر في جنوب كولما أمراً شائعاً في عام 1980م ، كولما اليوم تحتوي على 17 مقبرة وعدد سكانها الأحياء 1800 نسمة مقابل سكانها الأموات الذين بلغوا مليوناً وخمسمائة ألف جثة ! ، لذا أُطلقت عليها تسميتين إحداهما مدينة الموتى والأخرى " المدينة الصامتة ". 

   مدينة زرقاء

      " شفشاون " هي واحدة من أجمل المدن في شمال شرق المغرب ، طٌليت هذه المدينة بالون الأزرق من قبل الوالي " مولاي بن راشد " كملاذاً للاجئين اليهود والمسلمين الفارين من اسبانيا في عام 1930م فُسميت بالمدينة الزرقاء ، تتمتع المدينة باكتساح اللون الأزرق على جميع مرافقها المعمارية والثقافية والترفيهية والتجارية أيضاً كالمطاعم والمقاهي ومحال البيع والشراء فأصبحت مقصد شهيراً للسُيّاح من كل أرجاء العالم. 




تعليقات