سلامة محمد.. تكسر حاجز "البهاق" وتُحيي تقاليد اللآلئ

    قد ينبع الإلهام من لحظة تفكير أو من شخص مقرّب أو من أمرِ اعتيادي فيتم تحويله إلى مشروع حياة، وهذا ما قامت به مصممة المجوهرات الإماراتية ذات الـ 29عاماً "سلامة محمد" التي أطلقت علامتها التجارية الخاصة تحت عنوان " Pearlbys "والتي استمدت فكرتها من جدها الراحل موسى القبيسي لإحياء بعض التراث والتقاليد القديمة، فلقرون طويلة اشتهرت دولة الإمارات العربية المتحدة باستخراج اللؤلؤ الطبيعي من بحارها وتصديره للعالم، فكانت الداعم الاقتصادي الأبرز للدولة حتى ظهر النفط وقامت دولة اليابان بابتكار اللؤلؤ المستزرع أو الصناعي في تلك الحقبة من خمسينيات القرن الماضي، فكانت لـ "سلامة" الكثير من الذكريات مع جدّها الذي كان يمتهنّ الغوص واستخراج اللؤلؤ والذي بقيت صوره الفوتوغرافية بالأبيض والأسود لتُجدّد الولع والإلهام لحفيدته المصممة التي أرادت أنّ تكون مجوهراتها جسرٌ يصل بين التقاليد والتراث القديم وبين القوالب العصرية التي تتلاءم مع متطلبات هذا الجيل، حيث بيعت أولى مجموعاتها الخاصة والتي كانت تتضمن 100 قطعة في وقتٍ قياسي جداً وحازت على رضا الجمهور وتفاعله معها عبر صفحتها في تطبيق الصور الشهير "الانستجرام"، ثمّ اتجهت للعيش في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية أثناء دراسة زوجها مستغلةً تلك الفترة في تطوير قدراتها الشخصية وموهبتها في التصميم لإطلاق عملها الخاص، ووفقاً لحديثها مع صحيفة " ذا ناشونال " الإماراتية.

      أخبرت " سلامة " أنّ العديد من ماركات الأزياء الشهيرة اليوم مثل "شانيل، ديور وغيرهم" تدمج اللؤلؤ في تصاميم قطعها حسب اللمعان واللون، ولكنها تُباع بمئات الآلاف فيصعب اقتناءها من قبل بعض شرائح المجتمع، وأضافت: "بصراحة، كنت أشعر بالقلق عندما أرى هوس بعض النساء تجاه مجوهرات اللؤلؤ ذات العلامات التجارية العالمية، ولكنني فيما بعد أدركت أنّه من الأهمية أن تكون أسعار إكسسوارات اللؤلؤ جيدة الثمن وفي مقدور الجميع فتراوحت أسعار منتجاتي مابين الثلاثمائة إلى ألفين درهم، وبهذه الطريقة نُحافظ على التقليد قيد الحياة وفي ذات الوقت نُمرّر ثقافتنا لأطفالنا ولأبناء جيلنا".

      تجدر الإشارة إلى أنّ "سلامة محمد" أمٌ لطفلين هما خليفة 7 أعوام وعبدالله 4 أعوام كما أنّها تحدثت في العديد من شبكات التواصل الاجتماعية عن حالتها ومرضها الجلدي "البُهاق"، موضحةً عن خجلها ونظرتها الدونية لذاتها في بادئ الأمر حتى قابلت ذات يوم إحدى الفتيات في المدرسة، حيث عبّرت تلك الفتاة عن إعجابها بالدائرة البيضاء الكبيرة حول عيني سلامة ، حينها تغيّرت نظرتها للحياة، ولهذا السبب فهي لا تتوانى اليوم عن المشاركة في العديد من الأعمال التطوعية والخيرية خاصةً ما يتعلق برفع مستوى الوعي حول "البهاق" في جميع أنحاء العالم، بمساندةً زوجها رجل الأعمال والكاتب / خالد العامري، وذلك لإعادة تعريف معنى الجمال ولنشر الحب والثقة في صفوف هؤلاء الأشخاص.



 

تعليقات