في هذا اليوم




في هذا اليوم سأرسم مابقي من أشلاءك وأودع انفاسي التي ماتت معك 
سأشعل الأبخرة وأقدس كل جزء من جسدي بالصلوات 
وأتطيب بالتوت
وأصبغ بصيلات شعري بالرماد ،  فقد كبرت وشاخت أجزائي الصغيرة 
هرمت ساقي المكتنزتين ليالي الطفوله 
 وانسخلتُ من ذلك الكائن المدعى " بالبراءة " ، فالعتمة سيدة الكون والوحدة مدار الليل والنهار .

في هذا اليوم ، سأصنع البياض
البياض الذي ماعرفت شيئاً منه سوى تلك الملامح المخبأة تحت لحاف الألم ، تزمجر بالدم وتصنع ربابة للشرق ، تعوي وتغوي أنفساً توّجت بالضياع ، وإزهاق الروح والسفاح ،،

البياض الذي ماعرفته سوى في تلك الأوراق المبعثرة ، والكؤوس الصباحية الخاوية ، والقمر الضجـِّـر ، والأوتار الممزقة ،،

ذلك البياض
مهد الحزن والفرح ، رمز السيف ورمز النغم ، نبض القلب وانبلاج الفجر ، درب النور والهدايه  وتوسل الغريق للهاويهـ !

في هذا اليوم أنت عمود حياتي الذي انكسر كما الزجاج الملقى على عتبة بابي بعد كل ليلة كئيبة ،،

في هذا اليوم انت ترياق بهجتي الذي ولّى كما تستدير الشمس عند الغروب وتفتـن أبصارنا بتلك اللوحة الجمالية الممتلئة بالعناصر البكائية ، البهية والمميتة !

في هذا اليوم انت تراثي الذي مازلت احتفظ به في عصر التكنولوجيا السريعة ، وإنسانيتي التي مابرحت تفارق أصعب لحظات حياتي،
لكن قد أعاود التفكير في التخلي عنهما ، فهم فضلُ زمنِ انقضى وحملٌ ثقيلٌ يحيدُ بي !

في هذا اليوم وانا أتسكع في الطرقات سأتذكر اسمك ولن أتخيل كما كنت أفعل في الصغر بأن اعانق احلامك وأضاجع أوهام عقلك وأقـّبل امنيات عمرك ، بل سأحفر حفرة كما الحفريات التي مافـتئـت تلتهم مدينتي الصغيرة و تلقي بكل الغرباء فيها ، كذلك أنا سأنبش قبراً أو حفرة وأضع ترهآت فكري وأحلامي المؤجله بها وامضي ، فالدمار قد تربص بالبلاد أفلا يمازح قلبي بعد ؟!

تعليقات