في حضرة الغيآب


وها أنا ذا 
أجالس بك السماء 
قيعان الأرض 
وغمائم المأساه ، 
أجالس بك فؤادي 
حيث عمّ الانزواء
أجالس بك ترياقي
وابريق صباح الوحشة وقوارير الغناء
أجالس بك وحدة
ترسبت في الروح والفضاء
أجالس بك حُمرة
سكبت عطرها على قتلى وعشآق
أجالس بك نبيذا
سرى في الجسد كــسِرٌ لم يُكتب له البقاء
أجالس بك الرياحين
وزهرة الصباح وحٌرقة التائهين
أجالس بك توتاً أزهر الشفاه
وانطلى بحبٍ ليس يستقيم
أجالس بك كرسياً
اتخذ مكانته بالمكيدة
وجرت القصيدة
على إثر فـج ٍ وجحشٍ وتنهيدهـ
تنهيدة قلب
غاص في وحل الحنين والانين
فتكبدت سيرته حمل الجريرة
ضياع السريرة
وضرب جبال الألب بماء الجميله
فتاهت الخميله ......



كنت انوي ان اتفرغ لدرويش أياماً مقبلة ولكن شآء القدر " وهو القدر دائماً مايفجعنا او يدهشنا " أن أحمـّل هذا الكتاب على هاتفي المحمول وانتهي منه في ليلة ويوم !
جرى في عروقي كالدم ينبض بالحياة
وآل الى العدم حيث العدم هو محنة الوجود / او ركيزة الوجود " لكلِ نظرته"

محمود درويش في هذا الكتاب يسطر سيرة زخمه ، مشحونه بلطف بارع ، عاشقة ، متلبدة ، وشبقة !
شبق بكل مافي الوجود من معاني / أسماء/ مدن / مصطلحات /ملهيات ومُـلهاة
/ حرب وحب
هو محمود درويش الشي وضده في آن واحد كما اسمه / نصه / حياته العجيبه / فتنته الخفيفة / جاذبيته الهادئه ونصه الصارم والودود

لم أتشرب محمود درويش كما تشربته اليوم كدواء يبعث الهوس وداء يجعل الشعر بكل طرائقه يستفحل في مد جذوره إلي .

مبدع انت يادرويش مبدع
ولاأملك الا أن اقول / رحلت وتركت محبتك ديـّـن
حُق لهذا الفريد ان يتفرد ويُخلـّد .

تعليقات