دقيقة ٌ من شغف تـُغـنـِي !



"حتى اكتب عن الجنس كان عليّ أن افهم " لماذا دُنس الى هذا الحد"

جذبني فحوى هذه العبارة لأمتلك كتاباُ قد لايتفق مع قناعة ترسخت منذ الصغر ورُبيـِّـنا عليها
" ألا نقرا ولاندرك عن الجنس شيئاً حتى نمارسه بطريقة شرعية ، فالثقافة في هذا الجانب من المنكرات المؤدية للمهالك والمفضية لامتلاك عضويةً فعّـاله في طابور الملعونات المبتذلات " في نظر المجتمع الشرقي " !

لأول مرة يخوض الكاتب تجربة الكتابة الادبية في أحد عناصر التابو المحرم اجتماعياً ، كما صرّح هو .
بالرغم من انني استمتعت بقراءة كل فصل من فصولها ولامَست واقعاً لابد منه إلا ان الكاتب " من وجهة نظري المتواضعة جداً جداً " كان يستطيع بخبرته الادبية الفذة وبقلمه الروحي اللطيف أن يظٌـهر هذا العمل بأسلوب ( روحي /جسدي ) وليس (جسدي / روحي ) كي تصل رسالته بشكل اعمق وأوضح للعامة ، حبكة الرواية بالغة الجمال والدقة ، الترجمة من شركة المطبوعات للنشر والتوزيع ممتازة جدا
مجملاً أعطي الرواية 4 من 5 نجمات وذلك للوصف الجنسي البالغ الدقة والمبالغ فيه بكل الوضعيات المعروفة والغير معروفة وهذا يخدش حياء بعض القراء أمثالي ويشذ الذهن عن الفكرة الرئيسية من الموقف ، في المقابل اجمل مافي الرواية أنها اخرجت سيكولوجيا الرجال الجنسية بكل مناصبهم وطبقاتهم الاجتماعية على السطح ، فأظهرت الهروب من الواقع وعدم الثقة بالنفس والخوف المبطن بقوة فوقية غير عميقة .

بعض مما راق لذائقتي  :
·  بعض الناس ولدوا ليواجهوا الحياة بمفردهم وهذا ليس سيئاً وليس جيداً .
·  لست جسداً يؤوي روحاً بل روح تملك جزئاً مرئيا منها هو مايسمونه الجسد .
·  الشغف هو الاثارة التي يحدثها ماهو غير متوقع ، هو الرغبة في التصرف بورع ، واليقين أننا سننجح في تحقيق الحلم الذي طالما راودنا ، يرسل الشغف الينا إشارات لنهتدي بها  في حياتنا ويجب ان نعرف كيف نفك رموز هذه الاشارات .
·   أحياناً تكون الحياة بخيلة جداً ، قد نقضي أياماً وأسابيع وأشهراً وسنوات دون ان نشعر بشئ ثم فجأة ينهار جبل الجليد وتنجلي أمامنا الطريق واسعة في لحظة واحدة ، نخال اننا لانملك شيئاً ثم لانلبث أن نشعر أننا نمتلك مالاطاقة لنا على امتلاكه .
·   عندما نكون في المنفى نسعى لأن نحتفظ بأقل ذكرى تذكرنا بجذورنا .
·   الجنس يصير كأي نوع من انواع المخدرات وسيلة للهروب من الواقع ونسيان المصاعب والاسترخاء ، لكن الجنس شانه شأن المخدرات كلها ممارسة مؤذية ومدمره.
·   اللذة الكبرى ليست في الجنس بل في الشغف الذي نمارس به الجنس وعندما يبلغ هذا الشغف عمق الذات البشرية تأتي الممارسة الجنسية بمثابة الستار الذي يسدل على الرقصة ولايمكن أن يكون عنصراً من عناصرها الاساسية .

تعليقات